السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا فتاة عمري 23 سنه متزوجة لي 4 سنوات وعندي بنت مشكلتي في زوجي عندي كذا مشكلة وإن شاء الله مااضايقكم
زوجي حنون وطيب وكريم لكنه مشكلته بأن رومنسيته قليله جدا يعني مايطلع الكلام الا بالعافيه يعني مو في اي وقت يمكن لو باحسب بالساعه ساعتين اللي اسمع فيها كلام حلو والباقي لا
ثاني شيء وفي الى ابعد الحدود مع الناس يعني ممكن يقصر في طلباتي بسبب متطلبات اهله او احد من اقاربه
ثالث شيء مشكلنا كثيره جدا لانه كلنا عصبين وعنودين فحاولت اخفف من عنادي لكن هو لا برضه عصبي واي شي يضايق ويزعل منه ياريت تفيدوني وتنصحوني بكيفية التعامل معه وكيف اجيبوا لي اكثر؟ ولكم كل الشكر
الأخت الفاضلة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... وبعد:
تشتكين من أن زوجك رومانسيته قليلة.. وقبل البدء في الحديث عن قضيتك سوف أتناول مصطلح (رومانسية).
وهي كلمة دخيلة على لغتنا العربية وعلى ثقافتنا الإسلامية فهو مصطلح شاع استعمال في أوروبا بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الميلادي ويقصد به القصص الخيالية والمغامرات.
ثم تطور استعمال حتى أصبح يطلق على الحب وما يتعلق به من لطف ومشاعر وإظهار للعواطف والتعبير عنها.
وفي ديننا الحنيف وفي القرآن عبارة أبلغ وأفضل وأرق من مصطلح رومانسية وهو قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم الآية (21) مودة ورحمة قال الشوكاني في فتح القدير.
وجعل بينكم مودة ورحمة أي ودادًا وتراحما بسبب عصمة النكاح يعطف بعضكم على بعض من غير أن يكون بينكم قبل ذلك معرفة فضلا عن مودة ورحمة وقال السدي: المودة المحبة والرحمة الشفقة وقيل: المودة حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها من يصيبها بسوء.
وقال مجاهد: المودة الجماع والرحمة الولد وبه قال الحسن البصري رحمهما الله.
عليه أختي الكريمة أرى أن نستخدم هذا اللفظ القرآني البديع أفضل من استخدام مصطلح لوثته الثقافة الغربية حيث صورت لنا الرومانسية وكأنها عالم من خيال تتمثل في المبالغة في إظهار الحب المزيف مع تفريغ محتواه من الرحمة والعطف والشفقة والحنان وأصبح الرومانسي في نظر الكثير من فتياتنا هو ذلك النموذج الذي تصوره لنا المسلسلات والأفلام شخص مغرق في الحب هائم في معشوقته.
وهي هائمة به لدرجة الذوبان مع تكرار لألفاظ الحب والتغزل وفي نظري أنه زيف ونوع من الانحراف بالعلاقة الزوجية عن هدفها الأسمى ولا يفهم من قولي هذا تجريد الزواج من الحب والعطف والتعبير عنه كلا ولكن يجب ألا نبالغ في ذلك بحيث نتصور العلاقة الزوجية حالمة في العواطف والخيال لا تشوبها منغصات.
ولا خلافات وليس من العقل أن يظل الزوج والزوجة طوال يومهما يتبادلان نظرات الغزل وكلماته دون العيش في واقعهما الحقيقي وما يتبعه من متطلبات ويعرض لها من عوارض وصوارف.
أختي الفاضلة أعود لرسالتك أنت متزوجة منذ أربع سنوات زوجك كريم وطيب وحنون ثم تقولين رومانسيته قليله ولا يطلع الكلام إلا بالعافية يعني ممكن ليس كل وقت يمكن لو أحسب ساعة أو ساعتين اللي اسمع فيها كلام حلو.
وهنا وقفة أختي الفاضلة زوجك حنون وطيب وكريم ويقول لك كلام حلو أولا أشكرك على عدلك في ذكر محاسن زوجك وهي صفات رائعة جدا واحمدي الله تعالى أنها متوفرة في زوجك العزيز ما شاء الله تبارك الله.
ثانيا: لا تكوني طماعة وارضي بالقليل وشجعيه عليه وبادليه مثله وأكثر يعطك أكثر ويبدو أن شخصيتك من نوع الشخصية السمعية التي تطرب للكلام أكثر وتتأثر به وتقدر أن تسمع كلمات الحب كثيرا..
ولكن أختي الكريمة كما قلت لك زوجك رائع ولديه مخزون ممتاز من العطف يحتاج فقط إلى تشجيعك ولا تكثري نقده أو لومه بادليه حبا بحب وعطفًا بعطف.. ولا تقلقي فالقادم بإذن الله بينكما سيكون أجمل
أما القضية الثانية وهو أنه أناني معك ووفي مع الناس ومع أهله وأقاربه لأبعد الحدود فهذه الصفة تناقض مدحك له أنه كريم والكريم لا يكون أنانيًا تأكدي أن الزوج الوفي مع الناس مع أهله أوفى وأكرم ولكن يبدو أنك تغارين.
فلا تجعلي للشيطان على قلبك طريقًا ليفسد عليك حياتك الأسرية واعملي أن زوجك كما أن عليه واجب تجاهك فلديه حق أوجب لأمه وأبيه وحق واجب لأخوته وأخواته وزملائه فهو محب للخير صاحب مواقف رائعة نعم أتفق معك لو كان مقصرًا معك وترين تقصيرًا واضحا ومخلا فهنا يصبح عنده خلل في ترتيب الأولوياتز
ولكنه فيما أرى من مدحك له وثنائك عليه كريم وحنون والكريم الحنون لا ينسى من هي أحق بالحنان والود والرحمة وهي زوجته فاحمدي الله تعالي عل ذلك وشجعيه على فعل الخير وطالبي بحقك بحكمة واعتدال واشكريه على ذلك وقدري ظروفه وتعاملي معه باللين والعطف تملكين قلبه وقالبه.
وأخيرًا القضية الثالثة والمتعلقة بالعناد والعصبية.. أختي العزيزة واجب المرأة على زوجها أن تطيعه وتخفض جناحها له وهو حق شرعي له ما لم يأمرك بمعصية ولا تبادلي عناده بعناد وعصبيته بعصبية امتصي غضبه بكلمة حلوة وطاعة في خفض صوت وحلم وقولي:
خلاص اللي تشوف صدقيني المرة الثانية سوف يستجيب لرأيك وهكذا الحياة الزوجية تغافر وتعاون وتغافل ولو أن كل شخص تمسك برأيه وحاسب على كل خطأ أو استأثر بكل شيء على حساب الطرف الآخر لما استقامت الحياة الزوجية وأكرر لاتجعلي للشيطان عليك طريقًا ليفسد عليك بيتك الزوجي الرائع الذي أراه أن بينكما انسجام تنغصه بعض الأمور البسيطة التي لا يسلم منها بيت ولا تصل لدرجة تستحيل معها الحياة الزوجية.
كلا فاتقي الله في بيتك وزوجك وعيشي في بيتك بهدوء ولا تقارني نفسك بغيرك من أخواتك وأقاربك وزميلاتك فليس كل ما يبدو لك من أحوالهم سعادة كم من فتاة زوجها خاتم في يدها ولكنها لا تشعر برجولته ولا بالأمان معه ناقص المروءة لا يدير بته ولا نفسه بينما الرجل الحازم في حكمة والقوي في حلم تأمن المرأة بجانبه وتشعر معه بأنوثتها.
كوني خاضعة متواضعة خافضة لجناحك له وأعلمي أن رضى الزوج عليك واجب وأيما امرأة ماتت وزوجها عليها راض دخلت الجنة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لو كنت آمرًا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها.
أختي الفاضلة لا تصري على رأيك ولا ترفعي صوتك وتنازلي عن رأيك عند النقاش فليست الحياة الزوجية مباراة أنا كسبت وأنت خسرت كلا ولكنها لين جانب وتواضع وتعاون ويوم يطيعك فيما تريدين ويوم تطيعينه وهكذا تسير عجلة الحياة الأسرية في جو من السعادة ولو تأملت في مواقف العناد لرايتها تافهة لا تستحق أن تكون سببًا في أن يبيت زوجك وهو عليك غاضب فتلعنك الملائكة.
ختامًا احمدي الله أن رزقك هذا الزوج وانظري لمن هو أقل منك حتى لا تزدري نعمة الله عليك فما لدى زوجك من ملاحظات ما هي إلا بسيطة وشكلية ويمكن تعديلها أو التعايش معها وتفهمها ولكنها تحتاج إلى نية صادقة منك وصبر وحكمة وبقدر ما تعطين زوجك من حب وعطف واحترام وتفهم وتفاهم يعطك كل ما يملك.
أسأل الله أن يديم عليك السعادة ويزيدك منها ويوفقك وزوجك لما يحبه ويرضاه ويجمع بينكم في خير حال وأحسن مآل ويرزقكم الذرية الصالحة والمال الحلال ويجنبكم أسباب الخلاف والفتنة والفرقة إنه سميع مجيب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الكاتب: أ. خالد محمد النقية
المصدر: موقع المستشار